ولي العهد السعودي الجديد .. قفاز من حرير ويدٌ من حديد
هسبريس من الرباط
الخميس 22 يونيو 2017 - 02:35
يُعرف محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الجديد، بأنه صاحب المحاولات الأولى لتحديث اقتصاد المملكة التي تتأهب لمستقبل يفقد فيه النفط ثقله، كما أنه المسؤول عن السياسة الخارجية "الجديدة" للمملكة.
وتنقل الأمير الشاب (31 عاما) سريعا بين عدة مناصب ذات أهمية كبرى في الحكومة منذ أن اعتلى والده، الملك سلمان بن عبد العزيز، العرش في يناير 2015، ما غذى في شوارع الرياض شائعة مفادها أنه قد يصبح وليا للعهد.
ويرى كثيرون أن محمد بن سلمان هو المسؤول في الحقيقة عن التغيير الذي حدث مؤخرا في السياسة الخارجية للسعودية، وجعل الرياض تصبح قائدة للدول السنية التي تزعمتها في حرب اليمن، وأدى أيضا إلى زيادة التوتر مع إيران والأزمة الدبلوماسية الحالية مع قطر.
وتجلت أهمية الأمير عندما تم تكليفه بالسفر إلى واشنطن في مارس الماضي من أجل إجراء أول اتصال سعودي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي زيارة تم خلالها التفاوض على اتفاق غير مسبوق بقيمة 110 مليارات دولار لشراء معدات حربية، وتم توقيعها بالحروف الأولى في مايو الماضي.
ومنذ تولي العاهل السعودي مقاليد السلطة، تم تكليف محمد بن سلمان بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء وحقيبة الدفاع وإدارة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وبتولي هذا المنصب، بات الأمير هو المسؤول عن القرارات السياسية التي تتعلق بـ"أرامكو"، أكبر شركة نفطية في العالم، وعن مشروع "رؤية 2030" الطموح الذي يشمل خطط تحديث البلاد، ويقوم على خفض الاعتماد على عوائد النفط في الموازنة.
في هذا السياق، أعلن الأمير الشاب العام الماضي بيع 5% من رأس مال "أرامكو"، وهي التي ستكون بمجرد إنجازها أكبر صفقة بيع أسهم في التاريخ، وستسمح بجمع مقدرات لتمويل مشروعات استثمار عالية التكلفة.
وكوزير للدفاع، كان ولي العهد الجديد بطل الهجوم السني على المليشيات الشيعية المتمردة في اليمن، وذلك بعد شهرين اثنين من توليه الوزارة.
وكانت الحملة العسكرية علامة فارقة في السياسة الخارجية للسعودية، لأن الرياض لم تكن قد قادت من قبل عملية عسكرية خارجية بهذا الحجم.
ورغم أن التدخل العسكري أدى إلى حرب طويلة ومكلفة في ظل سقوط آلاف القتلى، ودفع اليمن إلى حافة المجاعة والمعاناة من وباء الكوليرا، لم تتأثر صورة الأمير داخليا، لأن السعوديين يعتبرونها حربا ضرورية لمواجهة المجموعات التي تدعمها إيران، المنافس الرئيسي للرياض في المنطقة.
وفي الجانب الاجتماعي، يتبع ولي العهد الجديد النهج الرسمي المحافظ، ويرفض بسبب العادات الاجتماعية منح حقوق للمرأة، كما يؤيد منعها من مخالطة الرجال في الأماكن العامة، وتتوقع بعض الدوائر أن تبدأ عملية انفتاح اجتماعي عندما يتولى العرش كملك باعتباره ممثلا للجيل الجديد.
ولد محمد بن سلمان في 1985 وتخرج من كلية الحقوق بجامعة الملك سعود، وبدأ حياته العامة في سن 21 عاما، عندما عمل مستشارا للجنة الخبراء بمجلس الوزراء.وتزوج الأميرة سارة بنت مشهور آل سعود، ولديه منها أربعة أطفال (ولدين وبنتين).
وفي مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" العام الماضي، أكد ولي العهد أنه لا يتطلع إلى الزواج من جديد لأن جيله لم يعد يرى "تعدد الزوجات" بنفس وجهة نظر جيل الآباء، مشيرا إلى أنه قرأ دراسة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل وكتاب "فن الحرب" للخبير الإستراتيجي الصيني سون تزو.