اللاجئون السوريون بالمغرب .. تثمينات أممية وتحذيرات إنسانية

اللاجئون السوريون بالمغرب .. تثمينات أممية وتحذيرات إنسانية

الخميس 22 يونيو 2017 - 09:00
رغم أن المغرب يبعد آلاف الأميال عن سوريا التي تعيش على وقع الاقتتال منذ ست سنوات تقريبا، إلا أن عددا من اللاجئين السوريين الفارين من ويلات الحرب في بلادهم اختاروا المملكة وجهة رئيسية لهم أو محطة للعبور صوب القارة العجوز؛ فقد سجِّل ارتفاع في عدد اللاجئين المقيمين بمختلف المدن المغربية، مع ما يترتب عن ذلك من تحديات رسمية على المستوى السياسي والاقتصادي والحقوقي.
في العام 2015، كشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين المقيمين بشكل قانوني في المغرب بلغ 1270 لاجئا، ليرتفع العدد بعد سنة واحدة إلى أزيد من 3400 لاجئ، بزيادة تفوق 60 في المائة، فيما تشير معطيات إحصائية إلى أن المغرب تحول إثر ذلك إلى أرض استقبال للمهاجرين السوريين بعدما كان معروفا في السابق بكونه محطة عبور.
ورغم ذلك، فإن أفواجاً أخرى من اللاجئين السوريين بالبلاد شرعوا قبل ثلاث سنوات في النزوح إلى الشمال، مليلية المحتلة تحديداً، من أجل الظفر بفرص هجرة إلى الضفة الأوروبية، بعد أن ضاق بهم الحال هنا في المغرب؛ إذ سبق لعدد منهم تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر مفوضية اللاجئين بالرباط، قبل سنتين، للمطالبة بالإعانات المادية والعينية التي تتوصل بها الـ "UNHCR" بالعاصمة من الخارج.
تثمين أممي
وكشفت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، على لسان ممثلها بالرباط، جون بول كافاليري، في لقاء مع وسائل الإعلام بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أن المملكة تستقبل حاليا 5123 لاجئا، و1922 من طالبي اللجوء من أصل 7048 شخصا تحت ولاية المفوضية بالمغرب، وأن معظم اللاجئين ينحدرون من سوريا واليمن والعراق، إلى جانب دول إفريقية تأتي الكاميرون في مقدمتها من حيث عدد طالبي اللجوء بـ 386 شخصا.
المسؤول الأممي أعلن أنه إلى حدود اليوم تم إيداع أكثر من 3500 طلب لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالمغرب، وأبرز أن الرباط منخرطة بشكل جدي في قضية اللاجئين، من خلال استقبالهم وتأمين أماكن عيشهم وعملهم ودراسة أبنائهم، وأن الـ "UNHCR" تعمل بشكل مكثف مع السلطات المغربية لضمان الحماية المثلى للاجئين وطالبي اللجوء.
ومن ضمن 12 مليون سوري أجبروا على النزوح بسبب أزيد من خمس سنوات من الاقتتال الداخلي، يوجد قرابة 5 ملايين لاجئ في المنطقة؛ حيث تعد تركيا أول دولة تستقبلهم برقم تجاوز 2.9 مليون لاجئ، بحسب أرقام حديثة قدمتها مفوضية اللاجئين، التي أوردت أيضا، بمناسبة اليوم العالمي للاجئ، أن أعداد اللاجئين في العالم بلغ حوالي 22.5 مليون من بين قرابة 65.6 مليون شخص في كافة أنحاء العالم أجبروا على مغادرة منازلهم، بسبب النزاعات أو الاضطهاد.
أرقام رسمية
منذ اعتماد المغرب للإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء عام 2013، واندماجه في عملية التسوية الاستثنائية لوضعية إقامة الأجانب، كشفت مرحلتها الأولى، التي طالت العام 2014، عن تسوية وضعية أكثر من 5 آلاف سوري، بمعدل فاق 23% من العدد الإجمالي، حسب الأرقام الرسمية الحديثة، فيما أوردت المصادر ذاتها تسجيل 1089 من طالبي اللجوء السوريين ضمن الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية؛ وذلك إلى حدود يناير المنصرم، إثر إحداث لجنة مختصة، تحت إشراف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مكلفة بالإنصات لطالبي اللجوء.
تحذيرات من الاستغلال
ورغم أن المملكة أعلنت بشكل رسمي تحملها "كامل مسؤولياتها تجاه الساكنة السورية تبعا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة"، بتعبير بلاغ للوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إلا أنها تحمّل، مقابل ذلك، الجارة الجزائر ما وصفتها "المسؤولية السياسية والإنسانية والأخلاقية" في ما يتعلق باللاجئين السورين الذين سمحت بنزوح العشرات منهم من أراضيها إلى التراب الوطني، في أبريل الماضي، والأزمة التي نشبت بين البلدين إثر ذلك.
وحذر المغرب مما وصفه الاستغلال غير اللائق وغير الأخلاقي للظروف المادية والمعنوية الهشة للاجئين السوريين "من أجل زرع المشاكل على الحدود المغربية الجزائرية"، مشددا على أن تلك الممارسات تهدف أساسا إلى إحداث تدفقات واسعة النطاق إلى المغرب "التي لا يمكن السيطرة عليها، والتي تضر بسياسته المتعلقة بالهجرة التي أشادت بها على المستوى الدولي المنظمات الدولية والهيئات الأممية المتخصصة وكذا الحكومات والتمثيليات الدبلوماسية ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة في تقديم الدعم للمهاجرين واللاجئين والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان".