بن نصر: إيغود غني بالُّلقى .. والاكتشافات لا تُهَرب خارج المغرب
أيوب صدور من وزان (صور حسني التهامي)
الأحد 18 يونيو 2017 - 14:00
قال عبد الواحد بن نصر، الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، إن جمجمة الإنسان العاقل البدائي المكتشفة بمنطقة جبل إيغود تعود إلى العصر الحجري الوسيط أو إلى الحضارة "الأمستيريية"، وفق تسمية المختصين، مشيرا إلى أنّ الموقع الذي جرت به الاكتشافات يعتبر أقدم وأغنى موقع من حيث اللقى على الصعيد القاري.
كلام بن نصر جاء على هامش ندوة نظمها منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة حول الاكتشافات الجديدة وسط قاعة المركز الاجتماعي للقرب بحي عالعدير بمدينة وزان، استعرض من خلالها المتحدث بداية الأبحاث التي قال إنها جاءت بعد "بحث مضن" وعلى مرحلتين، والتي انطلقت منذ ستينيات القرن الماضي بواسطة الجيل الأول من الباحثين، يتقدمهم إميل إنوشي، إذ عثر على بقايا إنسان ومجموعة متحجرة تعود إلى العصر الحجري الوسيط، "إلا أنه لم يكن بالإمكان التدقيق في تاريخها وبالتالي لم تعط النتائج المرجوة حول ظهور الإنسان العاقل"، وفق تعبيره.
وشدد المختص والباحث في بقايا الإنسان على أن من حسن الصدف أن تقديم برنامجه إلى الجهة المختصة تصادف مع تقديم بحث دولي، ليتقرر دمج البرنامجين في بحث علمي واحد يسهر على تنفيذه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بتعاون مع معهد ماكس بلانك بألمانيا، مشيرا إلى أن "الشراكة الدولية ضرورة بحكم ما يشهده العالم من مظاهر العولمة للانخراط في العالمية بعيدا عن أي مركب نقص أو تكريس للتبعية"، وفق تعبيره.
ووصف الباحث المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، ينشر بالصوت والصورة، حديث بعض الجهات عن تهريب اللقى خارج المغرب بطرق خفية وملتوية بالأمر "الخارج عن الصواب"، مشيرا إلى أن جميع اللقى تخضع إلى اتفاقيات موقعة على أعلى مستوى، وأن مسطرة قانونية وأفقا زمنيا يواكبان تنقل هذه الاكتشافات من أجل إجراء بحث خارج أرض الوطن، ومؤكدا تواجد كل الاكتشافات سواء من الجيل الأول أو الجيل الثاني بالمركز.
وأضاف المتحدث ذاته أن المرحلة الثانية من البحث بدأت عام 2004 بواسطة الجيل الثاني من الباحثين، وزاد: "وابتداء من 2007 تم العثور على أولى اللقى وبقايا إنسان عاقل يعود تاريخها إلى 300 ألف سنة؛ وبذلك يكونّ موقع جيل إيغود أضاف 100 ألف سنة أخرى إلى أقدم إنسان عاقل HOMO SAPIENS بالمقارنة مع ما تم اكتشافه بمناطق أخرى من القارة السمراء"، معتبرا أن إفريقيا أصل الإنسان العاقل وانطلق منها إلى باقي القارات.
وأضاف المتحدث أن هذا الاكتشاف "يشكل قفزة نوعية بالنسبة للبحث الأثري في المغرب، ومكن من تمديد عمر الإنسان العاقل إلى ما يفوق 300 ألف سنة؛ وبالتالي فهو أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل تم اكتشافها حتى الآن".