علمني شهر رمضان الصلاة

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين أما بعد سوف نتحدث عن ماذا يعلمنا شهر رمضان شهر العبادة و الصيام :

علمني شهر رمضان المبارك المحافظة على الصلاة لأن المسلمين في هذا الشهر تجدهم جميعا متلهفين على أداء الصلاة و قلوبهم معلقة بالمساجد فهذا

الجو الرمضاني يدعوني إلى أداء الصلاة فهي ركن من أركان الإسلام وشعيرة مقدسة في عقيدة الإسلام والمحافظة عليها أجرها الجنة .لأن الله يقول في سورة المعارج الآية 34 و 35:

والذين هم على صلاتهم يحافظون (34) أولئك في جنات مكرمون (35)

ويقول الله عز وجل أيضا في سورة المؤمنون من الآية 9 إلى الآية 11 :

"والذين هم على صلواتهم يحافظون (9) أولئك هم الوارثون (10) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (11)

لهذا أقول بكل فخر أن شهر رمضان علمني الصلاة التي ثوابها الجنة ويحفزني على الحرص عليها و في المسجد .

علمني شهر رمضان شهر الصيام و أنا أنتظر آذان المغرب لأفطر بالذهاب إلى المسجد لأداء صلاة المغرب مع الجماعة لأثبت إلى الله أني أفضل الآخرة على الدنيا وأن نداء المؤذن ليس من أجل أن أفطر فقط بل من أجل الصلاة في المسجد ومع الجماعة .

علمني شهر رمضان و أنا أنهض في الصباح الباكر مع الآذان الأول لتناول السحور الذي فيه بركة و من بركته أداء صلاة الفجر جماعة في المسجد وهذا ما أتعلمه في هذا الشهر الفضيل لأن الصلاة فريضة في دين الإسلام .

علمني شهر رمضان أن الآذان بالصلاة أن الله أكبر من كل شهواتي و رغباتي الشخصية سواء في الأكل أو النوم أو في إقتناء سيارة أو في العطلة في أفخم الفنادق أو أجمل المنتجعات السياحية أو في شراء هاتف نقال من الطراز الرفيع لهذا فأنا اخترت تحري أوقات الصلاة في شهر رمضان ومن خلالها لا أنسى موعدي مع الله الذي فيه مناجاة و لذة روحية لا تقدر بثمن .

علمني شهر رمضان الصلاة بخشوع لأن الجو الإيماني متوفر لأن الشياطين مصفدة كما هو ثابت في السنة والملائكة منتشرة بكثرة تدعو للخير و العبادة .

علمني شهر رمضان الصلاة لأنها رباط معنوي يربط العبد بربه لا يدركه المنظار الذي يرصد النجوم و الكواكب أو الرادار الذي يتجسس على الطائرات أو المجهر الإلكتروني الذي يكشف أصغر الكائنات الحية في الوجود لهذا كشفت أن الصلاة أعظم شيء في حياتي و أهم شيء أجده بعد مماتي لأن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد افلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل :انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك "رواه أبو داود في الحديث رقم 864 و الترميذي في الحديث رقم 413 و النسائي في الحديث رقم 465 و صححه الألباني في صحيح سنن الترميذي .

علمني شهر رمضان أن لا أنسى صلاتي سواء صلاة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر لأنها صلوات مفروضة وهي أجمل و أحلى و أعظم صلوات في الكون سنت في عقيدتنا كمسلمين .لأن الله يقول في القرآن الكريم في سورة البقرة الآيتين 238 و 239 :

"حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين (238) فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فأذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون (239).

علمني شهر رمضان الصلاة التي أشعر فيها بالراحة و الطمأنينة و الإسترخاء

وحب الحياة و محبة الناس حيث نكون في الركوع و السجود كفرد واحد لا فرق بين حاكم و محكوم ، بين غني أو فقير ، بين أسود أو أبيض البشرة ، بين غفير و ووزير جميعا سواسية كأسنان المشط وهذا هو أهم شعار في الإسلام وهو المساواة و الفرق يكون في التقوى فقط .

علمني شهر رمضان الصلاة و الصلاة في المسجد حيث يجب أن أدخل المسجد بدون سلاح سواء كان هذا السلاح مسدسا أو سيف أو آي نوع من الأسلحة لأن

الإسلام دين يدعو إلى السلام و إلى السلم ويجب أن يكون القلب سليم من كل النوايا الخبيثة و طاهر عند الوقوف بين يدي الله وفي بيت الله الذي هو المسجد وهذه رسالة إلى أعداء الإسلام أن المسلمين عندما يدخلون المساجد عليهم أن يدخلوا المسجد بدون أسلحة لأننا لسنا عشاق القتل و لسنا مصاصي الدماء و لسنا نحب إراقة الدماء أو العبث بحياة الآخرين بإسم الدين فديننا الحنيف الإسلام دين نقي و يدعو إلى الجنوح إلى السلم حتى في الحروب مع العدو إذا أراد العدو السلم و أن لا نخاف من الغدر مادامت نيتنا صادقة في السلم و نية العدو خبيثة لأن باطن الإنسان لا يعلمه إلا الله ولهذا في أمتنا الإسلامية و عقيدتنا ممنوع حامل السلاح في المسجد حتى لو كان للزينة فنحن المسلمين نجنح إلى السلم ونحب السلم ففي سورة الأنفال الآية 61 و62 يقول الله عز وجل :" و إن جنحوا إلى السلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم (61) وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين (62) ".

علمني شهر رمضان الصلاة و احترام مواقيت الصلاة لأن الآية 103 من سورة النساء في القرآن الكريم تقول : إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا .

علمني شهر رمضان الصلاة التي فيها الخير و تدعو إلى الخير و اتقاء الفواحش و الإبتعاد عن الشر و الترفع عن الدنايا ففي سورة العنكبوت الآية 45 يقول الله عز وجل :

"وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون "

علمني شهر رمضان الصلاة وحب الله و حب رسول الله لأن رسول الله وهو في سكرات الموت كان يقول : "عباد الله ، الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم "

إذن مادامت آخر وصايا الرسول الصلاة فأنا علي كمسلم الإلتزام بها وخاصة في شهر رمضان ولأن الله يقول في سورة الماعون من الآية 4 إلى 6 :

فويل للمصلين (4)الذين هم عن صلاتهم ساهون (5)الذين هم يراءون (6)

فمن خلال هذة الآيات نفهم أننا علينا الالتزام بمواقيت الصلاة و بالقيام بالصلاة و المحافظة على الصلاة لأن الويل نهر في جنهم و العياذ بالله يعذب فيه تاركي الصلاة ولأن رسول صلى الله عليه وسلم قال : من نسي صلاة أو نام عنها فيصليها إذ ذكرها أواستيقظ لا كفارة لها إلا ذلك" حديث متفق عليه وفي رواية لمسلم : من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصلها إذا ذكرها " . ولقداسة الصلاة فإن النسيان لا يسقطها و أيضا النوم لا يسقط الصلاة وحتى المرض لا يسقط الصلاة فالمريض يجب أن يحاول قدر الإمكان الصلاة بالكيفية التي يستطيع ولا يجب أن نرى أن هذا عسر و تشدد بل تيسير لأن الصلاة شفاء و علاج لأرواح و الأبدان وما عليك إلا البحث عن الإعجاز العلمي الحديث والمعاصر عن الصلاة فسوف ترى و تسمع العجب و النفع الكثير للصلاةماديا ومعنويا .

لهذا أؤكد أن شهر رمضان علمني من خلال صلاة التروايح أن أبحث عن النوافل الأخرى كي أكثر من الصلاة حتى ألقى الله و هو راضي عني إن شاء الله.

هذا ما وفقني الله لكتابته إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسأل الله الهداية و التوفيق و أطلب تصحيح أي خطأ في الفكرة أو الحديث أو الإملاء أو الأسلوب و تنبيهي ولكم الأجر و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا إجتنابه وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة من سلسلة "علمني شهر رمضان " والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم.